ليس دفاعًا عن البرادعي... ولكن دفاعًا عن الحقيقة

2:13:00 ص | | | 0تعليقات


ان اللغط الشديد وحالة التشويه المتعمدة التي سادت في الآونة الاخيرة ضد الدكتور محمد البرادعي، تستدعي الكثير من الوقوف أمام ما حدث، ولتفسير موقف الرجل حتى ندرك ان كان محقا أم هاربا من المسؤولية الحقيقية التي وقعت عليه.

رب ان البرادعي تعود على ان يهاجم بهذه الشراسة من كل الاطراف، وهذا ما تعودنا عليه ايضا، وهو لا يبالي بذلك قط ودائما يفعل ما يراه صواب دون ان يؤثر عليه أي شيء.

لكن هناك عدة علامات لا بد ان ننظر لها ونأخذها بعين الاعتبار لان لها دلالات هامة لو تم وضعها بشكل متواتر يمكن أن نصل للصورة الصحيحة لكي نبني عليها آراءنا بدون تعصب أو اختزال للحقيقة.

ولعلنا نبدأ ببداية الهجوم على البرادعي حينما كثرت الشائعات التي تقول بأنه من يقف حائلا بين فض اعتصامي رابعة والنهضة بالقوة، ليخرج علينا بعد ذلك بحديث على قناة الحياة ليشرح ما هية هذا القول، بالاضافة إلي أنه شرح وضعه والدور الذي يؤديه في السلطة وما يحاول فعله ليجنب البلاد الدخول في النفق المظلم الذي لا ندرك عواقبه وكم سيكلفنا من ثمن باهظ.

لقاء الدكتور البرادعي فى الحياة اليوم قبل فضل اعتصامي رابعة والنهضة

ولقد حاول البراعي عبر حسابه الشخصي على توتير ان يتواصل مع الناس ويؤكد على أدنة العنف والقتل بكل اشكاله وان طريق السلمية لا بديل عنه.

ولنا هنا وقفة بعد ذلك الحديث التلفزيوني للبرادعي ظل دائما يحاول ان يقول للمتابعيه عبر تويتر ان هناك الكثير من الاتجاهات تريد ان تذهب بنا للعنف وهو يقف حائلا عن ذلك ويسلك طريق الحلول السلمية ليجنب البلاد ثمن الدم الذي ندفعه باهظًا منذ فض اعتصامي رابعة والنهضة.

ولا يجب ان ننسى علامة مهمة قبل فض الاعتصامي فى ظل هذه الأحداث وهي حركة المحافظين التي اظهرت ذات العقلية المباركية فى اختيارهم من بين لؤات العسكر والداخلية والتى تكلم البرادعي عنها مرار مما يدعل على تهميش دوره والمضي قدما فى استعادة الدولة الأمنية والبوليسية.

ثم يأتي بعد ذلك فض اعتصامي رابعة والنهضة ونرى الدماء الكثيرة التي اسيلت في ذلك اليوم، ومن ثم يخرج البرادعي علينا باستقالته المسببة والتي شرح فيها سبب الاستقالة تفصيلا والنتائج التي سوف نحصدها من فض الاعتصامي بالقوة، ويؤكد على انه كان هناك طرق لتجنب نزيف الدم لو كان هناك مزيد من الوقت، بالاضافة إلي انه يخشى عواقبها التي ستؤدي إلي الدخول في دوامة الارهاب وهو الذي يحدث الآن.

وبالنظر لتواتر الاخبار فقد نرى ان ما كشفته جريدة الشروق على لسان مصدرها عن ملامح الصفقة أو الاتفاق الذى كان قاب قوسين أو أدنى من الإنجاز على ان الإخوان وافقوا على إخلاء نصف ميدان رابعة العدوية وعدم تنظيم مسيرات ومظاهرات فى الشوارع وإصدار بيان يدين العنف. وفى المقابل تقوم الحكومة بإطلاق سراح سعد الكتاتنى وأبوالعلا ماضى والبدء فى عملية سياسية شاملة تقود إلى اتفاق أوسع. وكذلك علم كلا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والإمارات وقطر بهذا الاتفاق وأبدوا ترحيبا به. لكن يعتقد أن هناك قرارا مسبقا منذ البداية بسحق الاعتصام وبمباركة من بعض دول الخليج اعتمادًا على أن الإخوان لن يستجيبوا للحل السلمى فى كل الأحوال.

ومن اللغلط الذي انشتر ايضا ان البرادعي وافق على فض اعتصامي رابعة والنهضة بالقوة وذلك على لسان الدكتور حسام عيسى حينما قال "ان البرادعي يخشى نوبل ومظهره أمام العالم الخرجي" وأكمل "أن البرادعي كان موافق على فض الاعتصام بالقوة في اجتماع مجلس الدفاع الوطني" فهذا يضع لنا استفسار هام..!! أنه كيف يمكن ان يوافق على الفعل الذي سيحرجه امام العالم الخارجي -على حسب قول عيسى- ثم بعدل ذلك يستقيل لذات السبب؟!

على الرغم من ان الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء قال في برنامج جملة مفيدة على قناة MBC مصر: "إن الدكتور محمد البرادعي، رفض فض اعتصامات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية والنهضة، في اجتماع مجلس الدفاع الوطني وأن جميع الحاضرين وافقوا على فض الاعتصام باستثناء البرادعي".

وهذا يؤكد مما لا يدع مجال للشك أن كلام الدكتور حسام عيسى محض كذب وأفتراء على الرجل، علما بأن عيسى لم يكن ضمن الحاضرين لاجتماع مجلس الدفاع الوطني، مما يشير إلي ان عيسى قد سمع هذا من أحد الذين حضروا الاجتماع وردده بدون التأكد من صحته.

وخلاصة منطق البرادعي فى الاستقالة لخصه الدكتور حازم اللبلاوي: أن البرادعي شخص محترم جداً وعنده مبادئ، وكان متسقًا مع ما يؤمن به ولم يغير آراءه في لحظة من اللحظات، وأراد إعطاء فرصة أكبر للمشاورات وعدم الفض بالقوة، وكان يضع أمامه دائما ما حدث بالجزائر، والصراع بين الإسلاميين والجيش.

ولا ننسى اننا نحن بالأمس كنا نعاني من العسكر والداخلية فى "محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو والعباسية ألخ.... وحينما تعرض الاخوان لهذا قلنا لهم "على الباغي تدور الدوائر" وأرجوا ان لا تدور علينا الدائرة مرة ثانية.

وفي النهاية ما زال البرادعي هو ايقونة الثورة وضميرها الحي. وهو الغائب الحاضر دائما.




هل أعجبك الموضوع ؟

مواضيع مشابهة :

ضع تعليقا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اعترض أو أتفق كيفما شئت، ولكن لا تبتزل.

جميع الحقوق محفوظة لمدونة مناضل كيبورد ©2013