فليحكمنا العسكر إذًا

2:47:00 م | | | 0تعليقات

لو فكرنا للحظات ما هو الهدف الاساسي والقيمة الحقيقية من الثورة التي قامت في 25 يناير 2011، لوجدنا هو العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية -وقبل كل هذا وذاك- ولن يتحقق إلا إذا كان هنا حفاظ على مقدرات هذا الوطن، وهو أولى من أي شيء، وإن كان ثمن الحرية هو ضياع تلك المقدرات -التي هي البينة التحتية التي نرتكز عليها- ليحكمنا من يحكمنا لطالما بامكانه ان يحافظ على تماسك هذا الوطن ويحميه من الانزلاق في الهاوية، ولو كان هذا علي حساب الحرية، فلتذهب الحرية ويبقي الوطن.

وإن كانت هذه الكلمات من الصعب تقبلها -والاصعب كتابتها- لكن ما يفعله الاخوان من تمادي في اخطاء جعلت هذا الوطن عرضة لان ندخل في نفس مسلسل سوريا والعراق، فبدلا من ان نصلح من ذاتنا، ندمر أنفسنا بأيدنا، وبدلا من ان نصبح عبيد لبني أوطانا، نصبح عبيد لبني عدونا.

إن ثمة أشياء تحدث بسبب الغباء الاخواني تدخل هذا البلد في منعطف تاريخي لا يمكن ان نتحمله سواء الاخوان أنفسهم او من يعارضهم، وان الصراع السياسي لا يكون على حساب الاوطان مهم كانت الغاية أو الوسيلة، لان الغاية العظمي هي الحفاظ مقدراته وتماسكه، خاصة لان هذا البلد من حوله الكثير من الكلاب الضالة التي تريد ان نتهش في لحمه، ومع كل اسف لا تقدر عليه بدون مساعدة ابناء هذا الوطن مقابل مصالح شخصية وسياسية ذائفة وزائلة.

ان الغاية هي العيش والوسيلة هي الثورة، فإن كان الوسيلة تقضى على الغاية، فمال بال الامر برمته فما قمنا بالثورة من البداية ولا أرهقت كل هذه الارواح.

إن حكم العسكر وما يحمله من ظلم وقهر ومزلة لابناء هذا الوطن لا يساوي شيء لو تفرق هذا الوطن لو لم نقدر على العيش السلمي مع بعضنا البعض.

ولا بد أن نعي جيدًا ان كل الاخطأ التي ارتكبت وساهمت في عودت حكم العسكر والدولة البوليسية بهذه الوحشية والعنف، هم الاخون انفهسم ومن على شاكلتهم، لانهم هم أول من وضعوا ايديهم في ايد العسكر لكي يقفزوا على السلطة، بالإضافة إلي الكثير من الأخطاء التي ارتكبها حكم الاخوان في عامهم، جعلت للعسكر والفلول فرصة كبيرة وذهبية للاطاحة بهم، بل وجعل التأيد الشعبي لهم أكبر من المتوقع مما ساهم في زيادة كره الاخوان في الشارع المصري حتى أصبح ان أي فعل يحدث في مصر -حتى ولو كان نتاج الطبيعة- يصب على الاخوان ورئيسهم.

ان ما فعله الاخوان في عام من الحكم الفاشل، لم يضرهم فقط بل أضر بالثورة وكل مكتسباتها، والآن يضر الدولة ومقدراتها، فليكمنا العسكر إذا لكي نحافظ على الوطن، ثم نبتغي الحرية بعد ذلك.




هل أعجبك الموضوع ؟

مواضيع مشابهة :

ضع تعليقا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اعترض أو أتفق كيفما شئت، ولكن لا تبتزل.

جميع الحقوق محفوظة لمدونة مناضل كيبورد ©2013